الأربعاء، 4 فبراير 2009

دور التربية فى عملية التحديث والتطوير

دور التربية في عملية التحديث والتطوير

عبد الرحمن تيشوري
الحوار المتمدن - العدد: 1350 - 2005 / 10 / 17

في اطار مناقشة مشروع التطوير والتحديث الذي اطلقه رئيسنا الشاب الدكتور بشار الأسد في اختبارات مسابقة الإنتساب الى المعهد الوطني للإدارة العامة كنت أتحدث آنا ورفاقي المشاركين في المسابقة حول قضايا الإصلاح وأيهما أولا اصلاح الإدارة أم الإصلاح الإقتصادي أم الإصلاح السياسي أم إصلاح الإعلام فاأنبرى آحد الرفاق وقال يا أخي لماذا كل هذا الجدل البيزنطي
- التربية هي الأول والإنسان أولا لأن الإنسان يخرج من المؤسسات التربوية والتعليمية ثم يذهب إلى باقي المؤسسات الاخرى ليمارس عمله فيها لذا أولا نبدأ من التربية
حتمية التغيير
- يشهد العالم اليوم تسارع كبير نحو التطور والتغيير لتحقيق مستوى معيشي أفضل وإذا أردنا في سورية أن نخطو نحو مجتمع المستقبل بكل عزم ثبات علينا أن نعمل بكل جد واصرار من أجل فهم حقائق التغيير العالمي السريع وأن نصل إلى التقدم ونستمر به وفي تحقيقه وعلينا أن نغير لتجاوز ما نعانيه من الإنبهار و ترهل وسوء أداء في عدة مجالات إنسانية من هنا نبدأ
من الإنسان من تربيتة تربية حديثة بحيث يكون قادر على تحرير الأرض وحمل مسؤولية البناء وإنجاز التطوير والتحديث وتحقيق الإصلاحات وإحراز النصر والتقدم والخروج من الضعف والترهل واللامبالاة إلى ثقافة الفعل والعمل والآداء الجيد المتقن المبدع.
لكن ما هو الطريق إلى ذلك؟
إن الجواب هو التربية إن التربية أولا وأخيرا هي الوسيلة الأساسية لتحقيق ذلك و إنها هي الوسيلة أولا ومنتصفا وأخيرا هي تنفذ وتحقق بناء إنسان جديد يضع التطوير والتحديث
الإنسان والتربية
منذ بدء الخليقة ولايزال الإنسان صانع الحضارة والتقدم والتطوير ولقد كان ولايزال الشغل الشاغل للفلاسفة والمفكرين ورجال التربية والعلماء في البحث عن كيفية تنشئة وتنمية شخصية وبناء سلوكه.
- وإستنادا إلى أن التربية هي صانعة سلوك الإنسان وقوته وقوميته ونظامه الإجتماعي فإننا نستطيع الحكم بأن المواطن السوري بشخصيته الحالية إنما هو انعكاس للأنماط التربوية السائدة في عملية التنشئة الإجتماعية داخل العربي السوري . ولهذا لابد من بناء جديد للإنسان العربي السوري بناءا شمولية متكاملاا حتى يستطيع هذا الإنسان بناْ مجتمعه وتطويره وتحديثه وتجديده حضاريا بالإضافة إلى إجراءات أخرى متكاملة مع الإجراءات التربية كالتي تحصل في مجال وضع قانون الأحزاب ةالمعاهد الوطني للإدارة وإصلاح الاقتصاد..........وغير ذلك..
التربية أداة التغيير
لكي نغير نظام المجتمع كله يجب أن نغبير التربية و ذلك ليكون تغييرا حقيقيا في نظامنا الإجتماعي والسياسي ، فلابد من إنقلاب جزري في نظامنا التربوي وتثوير لفلسفته وأهدافه وهذا الأن صياغة المجتمع التربية
ولا أعني بالتربية هنا التعليم والتعلم بل أعني المعنى الأشمل والأوسع وهو رسم سياسة قوميات المجتمع و تحميلها مسؤوليات تطبيقها لبناء إنسان حديد قادر على تجديد البناء الإجتماعي والحضاري ومن هنا نستنتج إن التربية الجديدة المدنية التي نتحدث عنها هي عملية تنشئة شاملة لكل جوانب الحياة .
التربية والتنمية البشرية المستدامة
آن الدور الاهم والرئيس للتربية هو دورها في تنمية القوى البشرية بالذات كهدف قومي سريع باعتباره اداة قوية في يد الدولة والمجتمع من خلق واعداد مواطنين صالحين قادرين على تحقيق مصالحهم ومصالح اسرهم ومصالح المجتمع بصورة عامة
ويأتي هذا الدور للتربية بعد آن ادركت اغلب المجتمعات بان قوة الامم والشعوب لاتقاس من حيث الكم بعدد سكانها آو بالثراء المالي بل بما تملك من كفاءات بشرية مدربة حيث اصبح الانسان المتفوق المبدع المؤهل اداريا وتربويا وتقنيا هو الرأسمال الحقيقي وحجر الزاوية في اية عملية بناء آو تطوير آو اصلاح وقد اكدت الدراسات آن سبب النمو الكبير في الاقتصادات الاوربية هو تطو المستوى التعليمي فيها
مما تعاني التربية السورية؟
· ضعف الارتباط بين خطط التربية وخطط التنمية الشاملة
· ضعف محتوى التربية وضعف ارتباط هذا المحتوى بحاجات المجتمع
· التركيز على الكم بدل النوع وعلى التوسع الافقي بدل التوسع العمودي في العمق
· تزايد هجرة العقول والادمغة والكفاءات خارج سورية
· ضعف الاهتمام بانظمة التربية غير الرسمية
· ضعف الانفاق المالي على انشطة التربية

الدور المطلوب حاليا من التربية
· خلق قاعدة متعلمة
· تعديل نظام السلوك عند الافراد
· اطلاق القدرات الابداعية
· تجديد محتوى البرامج التعليمية والتربوية
· تأهيل القوى البشرية
· نشر المعرفة وتوسعتها
· تطوير الاتجاهات الفكرية والاجتماعية
· تحقيق التطور النوعي للقوى العاملة
· تحقيق التوازن بين عملتي العرض والطلب من القوى البشرية
· خلق التفاعل والتكامل بين التربية وعملية التنمية الشاملة

المجتمع والتربية
لقد اختلف المفكرون والفلاسفة في تحديد علاقة التربية بالمجتمع , فأرسطو رأى آن التربية هي الوسيلة الوحيدة لاستقرار المجتمع وانظمته واوضاعه الاجتماعية بينما افلاطون رأى آن التربية وسيلة لاصلاح المجتمع وتحسينه وتقدمه
فلو تأملنا تاريخ الشعوب لعلمنا آن التربية لعبت دورا هاما في حياتها وما يهمنا الان في سورية آن نخلق تربية جديدة لبناء انسان جديد انسان التطوير والتحديث انسان يحقق ويبني المجتمع المنشود الذي اطلقه رئيسنا الشاب في ثنايا خطاب القسم في تموز من عام 2000
· فكما اعدت التربية الاسرائيلية انسان ومجتمع مستعد دائما للقتال عن طريق التربية وكما اعدت اليابان انسان ومجتمع قوي ومتحضر وصناعي بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية
· على سورية اليوم آن تبني تربية جديدة وانسان جديد يحقق التطوير والتحديث ويقضي على كل القيم السلبية التي تتصف بها شخصية المواطن السوري اليوم

ملامح الشخصية العربية السورية الجديدة التحديثية
تعاني شخصية الانسان السوري من خصائص وسمات سلوكية سلبية التصقت بها تحت تأثير عوامل بالغة التنوع والاهمية نتيجة لما مرت به هذه الشخصية من ظروف عبر السنوات الماضية ومن الخصائص التي وصفت بها ( الكسل- الوصولية –اللامبالاة – السطحية – ميوعة الشباب – الافتقار آلي التعاون والعمل بروح الفريق -..................)
لذا يجب التركيز على بناء شخصية جديدة تتجاوز هذه الصفات والسلوكيات السيئة لخلق شخصية جديدة متفاعلة جريئة مثقفة مبادرة شجاعة تحارب الاهمال تحارب اللامبالاة تعمل بشكل تعاوني وتشاركي وتسعى دائما للتحصيل والمعرفة واكتساب الخبرات والمهارات الجديدة لتحقيق التطوير والتحديث المرغوب

اعادة النظر بالتعليم المدرسي السوري
آن النظام التربوي السوري مازوم ويعاني من نقاط ضعف كثيرة وذلك بسبب عدة عوامل اهمها :
· المعلم سلطوي يعتمد على القمع والتسلط والارهاب للتلاميذ
· اساليب تدريس القائية وتقليدية غير فعالة
· اساليب تدريس تقوم على التسميع والتحفيظ والتكرار الالي من قبل التلاميذ
· غياب التاهيل التربوي والتخصص العالي وغياب الاهداف التنموية الواضحة
· المناهج نظرية كلاسيكية مضجرة مملة غير مشوقة
· العملية التعليمية تتعتمد فقط على الكتاب المقرر
· تسير العملية التربوية بدون تخطيط حقيقي
· إدارة المدرسة السورية إدارة بوليسية تعتمد على السلطة الفوقية بدل من انماط الإدارة الحديثة والقيادة التربوية الواعدة
· العملية التربوية احادية أي من طرف واحد هو المعلم أي تفتقر آلي التفاعل بين اطرافها (المعلم – المتعلم – المناهج – الإدارة – البناء المدرسي )
مقترحات وتوصيات حتى لا يكون خريج مدارسنا ساذج
كالببغاء لا يحسن التعبير عن نفسه وذاتها
· صياغة اهداف واضحة دقيقة للنظام التربوي والتعليمي المدرسي والجامعي
· تغيير الاساليب التعليمية التقليدية والتحفيظية من رياض الاطفال حتى التعليم العالي
· تغيير المناهج بشكل دائم وسريع بحيث تكون مرتبطة بواقع المجتمع وحاجات الافراد
· توفير الفرص للعاملين في الحقل التربوي والتعليمي لرفع مستوياتهم المعرفية والمهنية والمعيشية
· استخدام التخطيط المرحلي والاستراتيجي
· الاعتماد على حملة دبلوم التاهيل التربو ي ودبلومات الدراسات العليا ليكونوا قادة تربويين في المديريات والدوائر والاقسام
· تحويل مدارسنا وجامعاتنا ومؤسساتنا التعليمية االى مراكز للنشاط الفكري والبحث العلمي والى مراكز ثقافية ومراكز تعلم ومراكز اتصال جماهيري
· سيادة الديمقراطية والعلمانية في المدرسة والجامعة والمؤسسات التربوية والتعليمية
( آن الانسان المقهور العاجز الجائع لا يسطيع آن يبني حضارة وان يطور مجتمع وان يحرر ارض )

التنمية البشرية - ودور الشباب والتربية فيها

التنميـــــــــة البشريــــــــة .. و دور التربيــــة والشباب فيها ..
الباحثون عن العدالة


من مأثورات المهاتماغاندي __


" إنني لا أريد أن ترتفع الجدران من كل جانب حول بيتي، ولا أن يُحكم إغلاق نوافذي، إنني أريد أن تهب ثقافة كل

أرض حول بيتي بأقصى قدر من الحرية، لكنني أرفض أن تقتلعني ريح أي منها من جذوري"






في العقد الأخير من القرن الماضي تنامي الوعي بقيمة الإنسان هدفاً ووسيلة في منظومة التنمية الشاملة، وبناء على

ذلك كثرت الدراسات والبحوث والمؤتمرات التي عقدت لتحديد مفهوم التنمية البشرية وتحليل مكوناتها وأبعادها،

كإشباع الحاجات الأساسية، والتنمية الاجتماعية، وتكوين رأس المال البشري، أو رفع مستوى المعيشة أو تحسين

نوعية الحياة. وتستند قيمة الإنسان في ذاته وبذاته إلى منطلقات قررتها الديانات السماوية التي تنص على كرامة

الإنسان والذي جعله الله خليفة في أرضه ليعمرها بالخير والصلاح. لقد ترسخ الاقتناع بأن المحور الرئيس في عملية

التنمية هو الإنسان.



التنمية البشرية: فرض مصطلح التنمية البشرية نفسه في الخطاب الاقتصادي والسياسي على مستوى العالم بأسره

وخاصة منذ التسعينات، كما لعب البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وتقاريره السنوية عن التنمية البشرية دورا بارزا في

نشر وترسيخ هذا المصطلح.

إن مصطلح التنمية البشرية يؤكد على أن الإنسان هو أداة وغاية التنمية حيث تعتبر التنمية البشرية النمو الاقتصادي

وسيلة لضمان الرفاه للسكان، وما التنمية البشرية إلا عملية تنمية وتوسع للخيارات المتاحة أمام الإنسان باعتباره جوهر

عملية التنمية ذاتها أي أنها تنمية الناس بالناس وللناس.

إن مفهوم التنمية البشرية هو مفهوم مركب من جملة من المعطيات والأوضاع والديناميات. والتنمية البشرية هي عملية أو

عمليات تحدث نتيجة لتفاعل مجموعة من العوامل والمدخلات المتعددة والمتنوعة من أجل الوصول إلى تحقيق تأثيرات

وتشكيلات معينة في حياة الإنسان وفي سياقه المجتمعي وهي حركة متصلة تتواصل عبر الأجيال زمانا وعبر المواقع

الجغرافية والبيئية على هذا الكوكب.

والتنمية البشرية المركبة تستدعي النظر إلى الإنسان هدفا في حد ذاته حين تتضمن كينونته والوفاء بحاجته الإنسانية

في النمو والنضج والإعداد للحياة .إن الإنسان هو محرك الحياة في مجتمعه ومنظمها وقائدها ومطورها ومجددها. إن

هدف التنمية تعنى تنمية الإنسان في مجتمع ما بكل أبعاده الاقتصادية والسياسية وطبقاته الاجتماعية، واتجاهاته

الفكرية والعلمية والثقافية.



إن مفهوم التنمية البشرية مركب يشمل مجموعة من المكونات والمضامين تتداخل وتتفاعل في عملياته ونتائجه جملة من

العوامل والمدخلات والسياقات المجتمعة وأهمها: عوامل الإنتاج، والسياسة الاقتصادية والمالية، مقومات التنظيم

السياسي ومجالاته، علاقات التركيب المجتمعي بين مختلف شرائحه، مصادر السلطة والثروة ومعايير تملكها وتوزيعها،

القيم الثقافية المرتبطة بالفكر الديني والاقتصادي، القيم الحافزة للعمل والإنماء والهوية والوعي بضرورة التطوير

والتجديد أداةً للتقدم والتنمية.

وهكذا يمكن القول أن للتنمية البشرية بعدين، أولهما يهتم بمستوى النمو الإنساني في مختلف مراحل الحياة لتنمية

قدرات الإنسان، طاقاته البدنية، العقلية، النفسية، الاجتماعية، المهارية، الروحية ....

أما البعد الثاني فهو أن التنمية البشرية عملية تتصل باستثمار الموارد والمدخلات والأنشطة الاقتصادية التي تولد الثروة

والإنتاج لتنمية القدرات البشرية عن طريق الاهتمام بتطوير الهياكل والبنى المؤسسية التي تتيح المشاركة والانتفاع

بمختلف القدرات لدى كل الناس ...


الثلاثاء، 3 فبراير 2009

دور التربية في التنمية البشرية

دور التربية في التنمية البشرية

في العقد الأخير من القرن الماضي تنامى الوعي بقيمة الإنسان هدفا ووسيلة في منظومة التنمية البشرية .وبناء على ذلك كثرت الدراسات والبحوث والمؤتمرات التي عقدت لتحديد مفهوم التنمية البشرية وتحليل مكوناتها وأبعادها كإشباع الحاجات الأساسية , والتنمية الاجتماعية ,وتكوين الرأسمال البشري أو رفع مستوى المعيشة أو تحسين نوعية الحياة وتستند قيمة الإنسان في ذاته وبذاته إلى منطلقات قررتها الديانات السماوية التي تنص على كرامة الإنسان الذي جعله الله خليفة في أرضه ليعمرها بالخير والصلاح .لقد ترسخ الاقتناع بان الإنسان هو المحور الرئيسي لعملية التنمية.

مفهوم التنمية البشرية

فرض هذا المصطلح نفسه في الخطاب الاقتصادي والسياسي على مستوى العالم بأسره منذ التسعينات كما لعب البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وتقاريره السنوية عن التنمية البشرية دورا بارزا في نشر وترسيخ هذا المصطلح. فالتنمية البشرية تستدعي النظر إلى الإنسان هدفا في حد ذاته حين تتضمن كينونته والوفاء بحاجته الإنسانية في النمو والنضج. لأن الإنسان هو محرك الحياة في مجتمعه ومنظمها وقائدها ومطورها ومجددها. مفهوم التنمية البشرية مفهوم مركب من جملة من المعطيات والأوضاع والديناميات . والتنمية البشرية هي عملية أو عمليات تحدث نتيجة لتفاعل مجموعة من العوامل المتعددة والمتنوعة من أجل الوصول إلى تحقيق تأثيرات وتشكيلات في حياة الإنسان وفي سياقه المجتمعي. وهي حركة متصلة تتواصل عبر الأجيال زمانا وعبر المواقع الجغرافية والبيئية.

التربية والتنمية

يعتبر قطاع التعليم من اكبر القطاعات التي تديرها الدولة ممثلة في وزارة التربية الوطنية وتكوين الأطر والبحث العلمي ولقد عمدت إلى إصلاح هذه المنظومة فقامت بإعداد الخطة العشرية لتطويره وإصلاحه بدءا بالمناهج التي اعتبرتها جزءا لا يتجزأ من العملية التنموية بحيث تكون الموضوعات المطروحة تحتوي على مادة عصرية ملمة بكل التطورات التكنولوجية والحياتية الحديثة ولتمكن المتعلمين التعامل البناء مع متطلبات العصر. وتحمل هذه المناهج رسالة تحيي وتعزز روح الخلق والإبداع لدى المتعلمين ومعالجة القضايا بشكل يعزز المساواة بين الرجل والمرأة والاهتمام بالديمقراطية وحقوق الإنسان والبيئة والمجتمع ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة وتكريس روح المواطنة ونبذ التعصب والقبلية والتفرقة والتمييز العنصري

عقبات توظيف التنمية البشرية في منظومة التربية :

  • التعليم البنكي الذي يرتكز على إيداع المعلومات في ذاكرة المتعلم ليستردها في الامتحانات كما هي دون التركيز على تنمية أنماط مختلفة من التفكير تساعد على تفتح المواهب والقدرات الخاصة وتحقيق الذات. لاشك أن تفجير الطاقات الذهنية تعتبر من ضرورات التنمية البشرية لإسهامات التعليم والثقافة وعلاقتها بالتجديد.
  • إشكالية التوظيف الاجتماعي في مسيرة التنمية البشرية. والمشكلة تتراوح بين استخدام السلطة السياسية للإسهامات التربوية كقنوات للمحافظة أو عوامل التجديد.
  • إغراق التعليم في اللفظية بعيدا عن تطبيقاته في الحياة العامة والخاصة للمتعلمين وبذلك يصبح التعليم بلا معنى ويزول مع الوقت أو حتى بعد استظهاره للامتحانات.
  • التنافس بين الاقتصادي والاجتماعي في التربية ولمن تكون الأولوية وأين تقع مراكز الثقل في عملية التعليم والتعلم
  • تعدد مؤسسات التعليم والثقافة الرسمية والخاصة والقلق حول دور التعليم والثقافة في توثيق أواصر التماسك الاجتماعي

الثلاثاء، 27 يناير 2009

حلقات دراسية فى ثقافة الجودة

اخوتي واخواتي سعدت بقبولكم لي عضوا في هذا المنتدى وشرفت بتواصلكم الجميل من خلال تعليقاتكم على موضوعي الاول الخطوة العاشرة ويسرني ان ابدأ معكم سلسة من الحلقات في ثقافة الجودة الشاملة وسوف احاول ان تناولها بشكل ترسلي حتى يمكننا فهم علم الجودة وتطبيقه في مختلف مناحي حياتنا سواء العملية او الشخصية ولا باس بعد عرض الحلقه ان اتلقى اسئلتكم حول الموضوع وتقبلوا ازكى التحايا اخوكم حامد المنتشري الحلقه الاولى :مفهوم وتعاريف واهداف الجودة الجودة في اللغة العربيةعرف ابن منظور في معجمه لسان العرب كلمة (الجودة) بأن أصلها (جود) والجيد نقيض الردئ، وجاد الشيء جوده، وجوده أي صار جيداً، وأجاد أي أتى بالجيد من القول والفعل تعاريف الجودة يفهم كثيراً من الناس الجودة بأنها تعي ( النوعية الجيدة ) أو ( الخامة الأصلية ) ويقصد بها الكيف عكس الكم الذي يعني بالعدد . وإليك أيها القاريء جملة من التعاريف للجودة كما يراها رواد هذا المفهوم : • ( الرضا التام للعميل ) أرماند فيخبوم 1956 .• ( المطابقة مع المتطلبات ) كروسبي 1979 .• ( دقة الاستخدام حسب ما يراه المستفيد ) جوزيف جوران 1989 .• ( درجة متوقعه من التناسق والا عتماد تناسب السوق بتكلفة منخفضة ) ديمنع 1986 . ونستنتج من هذه التعاريف بأن ( الجودة ) تتعلق بمنظور العميل وتوقعاته وذلك بمقانة الأداء الفعلي للمنتج أو الخدمة مع التوقعات المرجوة من هذا المنتج أو الخدمة وبالتالي يمكن الحكم من خلال منظور العميل بجودة أو رداءة ذلك المنتج أو الخدمة . فإذا كان المنتج أو الخدمة تحقق توقعات العميل فإنه قد أمكن تحقيق مضمون الجودة . وحيث أننا قد وصلنا لهذا الاستنتاج فإنه يمكن الجمع بين هذه التعاريف ووضع تعريف شامل للجودة على أنها ( تلبية حاجيات وتوقعات العميل المعقولة ) . وتجدر الإشارة إلى أنه من الصعوبة بمكان تقديم تعريف دقيق للجودة حيث أن كل شخص له مفهومه الخاص للجودة . أما عن رأي الشخصي فإني أري الجودة بأنها هي ( الريادة والامتياز في عمل الأشياء ) . فالريادة : تعني السبق في الاستجابة لمتطلبات العميل .والامتياز : يعني الاتقان ( الضبط والدقة والكمال ) في العمل .تعاريف ( إدارة الجودة الشاملة ) هناك تعاريف عديدة المفهوم ( إدارة الجودة الشاملة ) ويختلف الباحثون في تعريفها ولا غرابة في ذلك فقد سئل رائد الجودة الدكتور ديمنع عنها فأجاب بأنه لا يعرف وذلك دليلاً على شمول معناها ولذا فكل واحد منا له رأيه في فهمها وبحصاد نتائجها وكما قيل ( لكل شيخ طريقة ) .وهنا عزيزي القاري أجمل لك مجموعة من التعاريف التي تساعد في إدراك هذا المفهوم وبالتالي تطبيقه لتحقيق الفائدة المرجوة منه لتحسين نوعية الخدمات والإنتاج ورفع مستوى الأداء وتقليل التكاليف وبالتالي كسب رضاء العميل .تعريف 1 : ( هي أداء العمل بشكل صحيح من المرة الأولى ، مع الاعتماد على تقييم المستفيد المعرفة مدي تحسن الأداء ) معهد الجودة الفيدراليتعريف 2 : ( هي شكل تعاوني لأداء الأعمال يعتمد على القدرات المشتركة لكل من الإدارة والعاملين ، بهدف التحسين المستمر في الجودة والانتاجية وذلك من خلال فرق العمل ) جوزيف حابلونسكتعريف 3 : ( عمل الأشياء الصحيحة بالطريقة الصحيحة من المحاولة الأولى ) تعريف 4 : قام ستيفن كوهن ورونالد براند ( 1993) بتعريفها على النحو التالي : الإدارة : تعني التطوير والمحافظة على إمكانية المنظمة من أجل تحسين الجودة بشكل مستمر .الجودة : تعني الوفاء بمطلبات المستفيد .الشاملة : تتضمن تطبيق مبدأ البحث عن الجودة في أي مظهر من مظاهر العمل بدأ من التعرف على إحتياجات المستفيد وانتهاء بتقييم ما إذا كان المستفيد راضياً عن الخدمات أو المنتجات المقدمة له تعريف 5 : ( التطوير المستمر للجودة والإنتاجية والكفاءة ) .تعريف 6 : ( تطوير وتحسين المهام لإنجاز عملية ما ، إبتداء من المورد (الممول ) إلى المستهلك ( العميل ) بحيث يمكن إلغاء المهام الغير ضرورية أو المكررة التي لا تضيف أي فائدة للعميل ) . تعريف 7 : ( التركيز القوي والثابت على إحتياجات العميل ورضائه وذلك بالتطوير المستمر لنتائج العمليات النهائية لتقابل متطلبات العميل ) .وجميع هذه التعاريف وإن كانت تختلف في ألفاظها ومعانيها تحمل مفهوماً واحداً وهو كسب رضاء العملاء . وكذلك فإن هذه التعاريف تشترك بالتأكيد على ما يلي : 1 – التحسين المستمر في التطوير لجني النتائج طويلة المدى .2- العمل الجماعي مع عدة أفراد بخبرات مختلفة .3- المراجعة والاستجابة لمتطلبات العملاء . وأخيراً أيها القارىء أضع بين يديك هذا التعريف الشامل لمفهوم ( إدارة الجودة الشاملة ) كما أراه من وجهة نظري : ( هي التطوير المستمر للعمليات الإدارية وذلك بمراجعتها وتحليلها والبحث عن الوسائل والطرق لرفع مستوى الأداء وتقليل الوقت لإنجازها بالاستغناء عن جميع المهام والوظائف عديمة الفائدة والغير ضرورية للعميل أو للعملية وذلك لتخفيض التكلفة ورفع مستوى الجودة مستندين في جميع مراحل التطوير على متطلبات وإحتياجات العميل ) أهداف الجودة الشاملةإن الهدف الأساسي من تطبيق برنامج إدارة الجودة الشاملة في الشركات هو : ( تطوير الجودة للمنتجات والخدمات مع إحراز تخفيض في التكاليف والإقلال من الوقت والجهد الضائع لتحسين الخدمة المقدمة للعملاء وكسب رضاءهم ) .هذا الهدف الرئيسي للجودة يشمل ثلاث فوائد رئيسية مهمة وهي : 1 – خفض التكاليف : إن الجودة تتطلب عمل الأشياء الصحيحة بالطريقة الصحيحة من أول مرة وهذا يعني تقليل الأشياء التالفة أو إعادة إنجازها وبالتالي تقليل التكاليف .2- تقليل الوقت اللازم لإنجاز المهمات للعميل : فالإجراءات التي وضعت من قبل المؤسسة لإنجاز الخدمات للعميل قد ركزت على تحقيق الأهداف ومراقبتها وبالتالي جاءت هذه الإجراءات طويلة وجامدة في كثير من الأحيان مما أثر تأثيراً سلبياً على العميل . 3- تحقيق الجودة : وذلك بتطوير المنتجات والخدمات حسب رغبة العملاء ، إن عدم الإهتمام بالجودة يؤدي لزيادة الوقت لأداء وإنجاز المهام وزيادة أعمال المراقبة وبالتالي زيادة شكوى المستفيدين من هذه الخدمات . وإليك أيها القارىء جملة من أهداف وفوائد تطبيق برنامج إدارة الجودة الشاملة : 1 – خلق بيئة تدعم وتحافظ على التطوير المستمر . 2 –إشراك جميع العاملين في التطوير .3 –متابعة وتطوير أدوات قياس أداء العمليات .4 –تقليل المهام والنشاطات اللازمة لتحويل المدخلات ( المواد الأولية ) إلى منتجات أو خدمات ذات قيمة للعملاء .5 –إيجاد ثقافة تركز بقوة على العملاء .6 –تحسين نوعية المخرجات .7 –زيادة الكفاءة بزيادة التعاون بين الإدارات وتشجيع العمل الجماعي .8 – تحسين الربحية والإنتاجية .9 –تعليم الإدارة والعاملين كيفية تحديد وترتيب وتحليل المشاكل وتجزئتها إلى أصغر حتى يمكن السيطرة عليها.10 –تعلم إتخاذ القرارات إستناداً على الحقائق لا المشاعر . 11 –تدريب الموظفين على أسلوب تطوير العمليات .12 –تقليل المهام عديمة الفائدة زمن العمل المتكرر . 13 –زيادة القدرة على جذب العملاء والإقلال من شكاويهم .14 –تحسين الثقة وأداء العمل للعاملين .15 –زيادة نسبة تحقيق الأهداف الرئيسية للشركة . الى لقاء في الحلقة القادمة واهلا باستفساراتكم في المنتدى او على الايميل

الجودة الشاملة

الجودة الشاملة
Total Quality Management

مفهوم إدارة الجودة الشاملة في التعليم:
تشير الجودة الشاملة في مجال الحقل التربوي إلى قدرة المؤسسة التعليمية على تحقيق احتياجات المستفيدين من المؤسسة التعليمية ( المجتمع ) ورضاه التام عن المنتج (الخريجون) .بمعنى آخر فالجودة في حقل التعليم تعني مدى تحقق أهداف البرامج التعليمية في الخريجين بما يحقق رضا المجتمع بوصفه المستفيد الأول من وجود المؤسسات التعليمية .
وإدارة الجودة الشاملة T.Q.M من المنظور التربوي وردت فيها عدة تعريفات منها :
يعرف ( رودز ) الجودة الشاملة في التربية بأنها عملية إدارية ترتكز على مجموعة من القيم وتستمد طاقة حركتها من المعلومات التي توظف مواهب العاملين وتستثمر قدراتهم الفكرية في مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي لضمان تحقيق التحسن المستمر للمؤسسة.
ويعرفها احمد درياس بأنها " أسلوب تطوير شامل ومستمر في الأداء يشمل كافة مجالات العمل التعليمي، فهي عملية إدارية تحقق أهداف كل من سوق العمل والطلاب ، أي أنها تشمل جميع وظائف ونشاطات المؤسسة التعليمية ليس فقط في إنتاج الخدمة ولكن في توصيلها ، الأمر الذي ينطوي حتما على تحقيق رضا الطلاب وزيادة ثقتهم ،وتحسين مركز المؤسسة التعليمية محليا وعالميا .
يمكن القول أن إدارة الجودة في التعليم هي منهج عمل لتطوير شامل ومستمر يقوم على جهد جماعي بروح الفريق.
يعتبر ادوارد ديمنج رائد فكرة الجودة الشاملة حيث طور أربعة عشر نقطة توضح ما يلزم لإيجاد وتطوير ثقافة الجودة ، وتسمى هذه النقاط " جوهر الجودة في التعليم " وتتلخص فيما يلي :
1. إيجاد التناسق بين الأهداف .
2. تبني فلسفة الجودة الشاملة .
3. تقليل الحاجة للتفتيش .
4. أنجاز الأعمال المدرسية بطرق جديدة .
5. تحسين الجودة ، الإنتاجية ، خفض التكاليف .
6. التعليم مدى الحياة .
7. القيادة في التعليم .
8. التخلص من الخوف .
9. إزالة معوقات النجاح .
10. خلق ثقافة الجودة .
11. تحسين العمليات .
12. مساعدة الطلاب على النجاح .
13. الالتزام .
14. المسئولية .
وحتى يكون للجودة الشاملة وجود في مجال التطبيق الفعلي لا بد من توفر خمسة ملامح او صفات للتنظيم الناجح لإدارة الجودة الشاملة من اجل الوصول إلى جودة متطورة ومستدامة وذات منحنى دائم الصعود ، وهذه الملامح هي :
1. حشد جميع العاملين داخل المؤسسة بحيث يدفع كل منهم بجهده وثقله تجاه الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة مع التزام الكل – دون استثناء – كل فيما يخصه.
2. الفهم المتطور والمتكامل للصورة العامة، وخاصة بالنسبة لأسس الجودة الموجهة لإرضاء متطلبات "العميل" والمنصبة على جودة العمليات والإجراءات التفصيلية واليومية للعمل .
3. قيام المؤسسة على فهم العمل الجماعي.
4. التخطيط لأهداف لها صفة التحدي القوي والشرس والتي تلزم المؤسسة وأفرادها بارتقاء ملحوظ في نتائج جودة الأداء .
5. الإدارة اليومية المنظمة للمؤسسة- القائمة على أسس مدروسة وعملية – من خلال استخدام أدوات مؤثرة وفعالة لقياس القدرة على استرجاع المعلومات والبيانات ( التغذية الراجعة )

المراجع : 1. الجودة الشاملة ، احمد ابراهيم
2. إدارة المؤسسات التربوية ، حافظ احمد
المصدر: موقع مديرية التربية والتعليم-قباطية-

إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التربوية التعليمية بقلم:د. مسعد محمد زياد

إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التربوية التعليميةمقدمةإن التحديات العالمية المعاصرة تحتم على المنظمات الاقتصادية انتهاج الأسلوب العلمي الواعي في مواجهة هذه التحديات واستثمار الطاقات الإنسانية الفاعلة في ترصين الأداء التشغيلي والبيعي بمرونة أكثر كفاءة وفاعلية، ومن أكثر الجوانب الإدارية الهادفة إدارة الجودة الشاملة ، التي أصبحت الآن وبفضل الكم الهائل في المعلومات وتقنيات الاتصال سمة مميزة لمعطيات الفكر الإنساني الحديث وهذا ما يمكن ملاحظته في المؤسسات الصناعية والهيئات والمنظمات بشكل عام .أما في المجال التربوي فإن القائمين عليه يسعون من خلال تطبيق إدارة الجودة الشاملة إلى إحداث تطوير نوعي لدورة العمل في المدارس بما يتلاءم مع والمستجدات التربوية والتعليمية والإدارية ، ويواكب التطورات الساعية لتحقيق التميز في كافة العمليات التي تقوم بها المؤسسة التربوية .مفهوم الجودة : أولا ـ المفهوم من منظور إسلامي :قبل أن نستعرض بعض تعاريف الجودة الشاملة ، لا بد أن ندرك أن ديننا الإسلامي الحنيف أشار إليها أشارات واضحة من خلال النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة قبل أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان ، فقال عز من قائل ( الذي خلق الموت والحياة أيكم أحسن عملا ) 2 تبارك .وقال تعالى في سورة يوسف عليه السلام عندما اصطفاه طلب الملك منه أن يوليه خزائن مصر لأنه أدرى وأقدر على إجادة عمله ، وعبر عن ذلك بصفتي الحفظ والعلم كأساس لنجاح عمله وسبب جودته وإتقانه ( قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ) 55 يوسف . كما أورد سبحانه وتعالى في آية أخرى أهمية التحلي بصفتي القوة والأمانة فقال تعالى ( قالت إحداهما يا أبتِ استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ) . ويلاحظ أن مفهوم هاتين الصفتين يدور حول محاسن العمل وإتقانه . وقال عليه الصلاة وأتم التسليم " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه " والإتقان يعنى الجودة في أكمل صورها .غير أنه لم يكن ثمة تعريف محدد لمفهوم إدارة الجودة الشاملة ، بل كثرت تعريفاتها وتعددت مفاهيمها وذلك بحسب النظر إليها من جوانب متعددة ، شانها في ذلك شأن جميع مفاهيم العلوم الإنسانية ، ومن كل التعاريف المختلفة التي أطلقتها المنظمات المتخصصة في إدارة الجودة الشاملة والمهتمون بها ، أرى أن دلالات الكلمات المكونة لهذا المفهوم تعني الآتي : ـالإدارة : هي القدرة على التأثير في الآخرين لبلوغ الأهداف المرغوبة . الجودة : تعني الوفاء بمتطلبات المستفيد وتجاوزها .الشاملة : تعني البحث عن الجودة في كل جانب من جوانب العمل ، ابتداء من التعرف على احتياجات المستفيد وانتهاء بتقويم رضا المستفيد من الخدمات أو المنتجات المقدمة له .كما أننا نستطيع القول بأن إدارة الجود الشاملة تعني في مجملها " أنها نظام يتضمن مجموعة من الفلسفات الفكرية المتكاملة والأدوات الإحصائية والعمليات الإدارية المستخدمة لتحقيق الأهداف ، ورفع مستوى رضا العميل والموظف على حد سواء ، وذلك من خلال التحسين المستمر للمؤسسة وبمشاركة فعَّالة من الجميع من أجل منفعة الشركة والتطوير الذاتي لموظفيها، وبالتالي تحسين نوعية الحياة في المجتمع .ويشير جابلونسكي إلى أن مفهوم إدارة الجودة الشاملة كغيره من المفاهيم الإدارية التي تتباين بشأنه المفاهيم والأفكار وفقاً لزاوية النظر من قبل هذا الباحث أو ذاك إلا أن هذا التباين الشكلي في المفاهيم يكاد يكون متماثلاً في المضامين الهادفة إذ إنه يتمحور حول الهدف الذي تسعى لتحقيقه المنظمة والذي يتمثل بالمستهلك من خلال تفاعل كافة الأطراف الفاعلة فيها . وتعتبر كل مؤسسة حالة فريدة بحيث لا يمكن اعتبار مؤسستين أنهما متشابهتان حتى ولو كانتا تمارسان نفس النشاط ـ كما هو الحال في المؤسسات التربوية ـ سواء كانت هذه المؤسسة عامة أو خاصة ، صناعية أو خدماتية ، تعمل على أساس الربح أم لا .وَتمثِّل كل شركة ثقافة مشتركة والتي تعتبر حالة فريدة ومنفصلة ومختلفة عن الآخرين .وما يجب عمله هو بناء ثقافة مؤسسية تكون فيها الجودة بشكل عام هي القيمة الموجهة لنشاطات الأفراد . ويتحقق هذا عندما تتخذ الإدارة الخطوات الضرورية لتحسين أداء المديرين والإداريين والموظفين داخل المؤسسة . الثقافة التنظيمية المدرسية : وإذا كان ثمة اختلاف في شكل أداء المنظمات وطريقتها تبعاً لثقافة كل منظمة ، فيمكن القول إن المنظمات التربوية لها ثقافتها الخاصة ، والتي تتكون من القيم والمبادئ والتقاليد والتوقعات التي تصف التفاعل الإنساني مع النظام ، والتي تبدو بوضوح في المستوى الإجرائي المتمثل بثقافة المدرسة . إن الثقافة التنظيمية المدرسية تخضع أساساً لعاملين أساسيين وهما الثقافة العامة للمجتمع ، والفلسفة التربوية التي ينبع عنها الأهداف التربوية المقررة من قبل السلطات العليا والتي يشتق منها الثقافة التنظيمية.وقد أكد باول هكمان أن الثقافة المدرسية تكمن في المعتقدات التي يحملها المعلمون والطلاب والمديرون . وعرفها العالمان ديل وبيترسون بأنها نماذج عميقة من القيم والمعتقدات والتقاليد التي تشكلت خلال تاريخ المدرسة .وقد عرفها ستولب وسميث بأنها النماذج المنقولة تاريخياً والتي تتضمن المبادئ والقيم والمعتقدات والاحتفالات والشعائر والعادات والتقاليد والأساطير المفهومة بدرجات مختلفة من قبل أعضاء المجتمع المدرسي .حقيقة الجودة الشاملة :إن تحويل فلسفة الجودة الشاملة إلى حقيقة في مؤسسة ما ، يجب ألا تبقى هذه الفلسفة مجرد نظرية دون تطبيق عملي ، ولذلك بمجرد استيعاب مفهوم الجودة الشاملة ، يجب أن يصبح جزءا وحلقة في عملية الإدارة التنفيذية من الهرم إلى القمة ، وهذا ما يعرف بإدارة الجودة الشاملة ، وهي عملية مكونة من مراحل محددة بشكل جيد ، وتحتاج إلي متسع من الزمن لتحقيقها ، حتى تصبح مألوفة للمؤسسة التي تتبناها ، ويتم تنفيذها باستمرار .الجودة الشاملة في المؤسسات التربوية التعليمية :أما الجودة الشاملة في الإدارة التربوية هي جملة الجهود المبذولة من قبل العاملين في المجال التربوي لرفع مستوى المنتج التربوي وهو )الطالب ) بما يتناسب مع متطلبات المجتمع، وبما تستلزمه هذه الجهود من تطبيق مجموعة من المعايير والمواصفات التعليمية والتربوية اللازمة لرفع مستوى المنتج التربوي من خلال تظافر جهود كل العاملين في مجال التربية. ومن هنا يقصد بإدارة الجود الشاملة في المجال التربوي التعليمي : أداء العمل بأسلوب صحيح متقن وفق مجموعة من المعايير التربوية الضرورية لرفع مستوى جودة المنتج التعليمي بأقل جهد وكلفة محققا الأهداف التربوية التعليمية ، وأهداف المجتمع وسد حاجة سوق العمل من الكوادر المؤهلة علميا .ويعرف ( رودز ) الجودة الشاملة في التربية بأنها عملية إدارية ترتكز على مجموعة من القيم وتستمد طاقة حركتها من المعلومات التي توظف مواهب العاملين وتستثمر قدراتهم الفكرية في مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي لضمان تحقيق التحسن المستمر للمؤسسة.ويعرفها أحمد درياس بأنها " أسلوب تطوير شامل ومستمر في الأداء يشمل كافة مجالات العمل التعليمي، فهي عملية إدارية تحقق أهداف كل من سوق العمل والطلاب ، أي أنها تشمل جميع وظائف ونشاطات المؤسسة التعليمية ليس فقط في إنتاج الخدمة ولكن في توصيلها ، الأمر الذي ينطوي حتما على تحقيق رضا الطلاب وزيادة ثقتهم ،وتحسين مركز المؤسسة التعليمية محليا وعالميا .ويعرفها رودس : أنها عملية إستراتيجية إدارية ترتكز على مجموعة من القيم وتستمد طاقة حركتها من المعلومات التي نتمكن في إطارها من توظيف مواهب العاملين واستثمار قدراتهم الفكرية في مختلف مستويات التنظيم على نحو إبداعي لتحقيق التحسن المستمر للمنظمة.ومن التعاريف السابقة نستنتج أنه من الضروري بمكان تسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية ، ومشاركة جميع الجهات والإدارات والأفراد في العمل كفريق واحد ، والعمل في اتجاه واحد وهو تطبيق معايير إدارة الجودة الشاملة في النظام التربوي التعليمي ، وتقويم مدى تحقيق الأهداف ، ومراجعة الخطوات التنفيذية التي يتم توظيفها .ويعتبر إدوارد ديمنج رائد فكرة الجودة الشاملة حيث طور أربعة عشر نقطة توضح ما يلزم لإيجاد وتطوير ثقافة الجودة ، وتسمى هذه النقاط " جوهر الجودة في التعليم " وتتلخص فيما يلي :1 ـ إيجاد التناسق بين الأهداف . 2 ـ تبني فلسفة الجودة الشاملة . 3 ـ تقليل الحاجة للتفتيش . 4 ـ أنجاز الأعمال المدرسية بطرق جديدة . 5 ـ تحسين الجودة ، الإنتاجية ، خفض التكاليف . 6 ـ التعليم مدى الحياة . 7 ـ القيادة في التعليم . 8 ـ التخلص من الخوف . 9 ـ إزالة معوقات النجاح . 10 ـ خلق ثقافة الجودة . 11 ـ تحسين العمليات . 12 ـ مساعدة الطلاب على النجاح . 13 ـ الالتزام . 14 ـ المسئولية . وحتى يكون للجودة الشاملة وجود في مجال التطبيق الفعلي لا بد من توفر خمسة ملامح او صفات للتنظيم الناجح لإدارة الجودة الشاملة من اجل الوصول إلى جودة متطورة ومستدامة وذات منحنى دائم الصعود ، وهذه الملامح هي :1 ـ حشد جميع العاملين داخل المؤسسة بحيث يدفع كل منهم بجهده وثقله تجاه الأهداف الاستراتيجية للمؤسسة مع التزام الكل – دون استثناء – كل فيما يخصه. 2 ـ الفهم المتطور والمتكامل للصورة العامة، وخاصة بالنسبة لأسس الجودة الموجهة لإرضاء متطلبات "العميل" والمنصبة على جودة العمليات والإجراءات التفصيلية واليومية للعمل . 3 ـ قيام المؤسسة على فهم العمل الجماعي. 4 ـ التخطيط لأهداف لها صفة التحدي القوي والشرس والتي تلزم المؤسسة وأفرادها بارتقاء ملحوظ في نتائج جودة الأداء . 5 ـ الإدارة اليومية المنظمة للمؤسسة- القائمة على أسس مدروسة وعملية – من خلال استخدام أدوات مؤثرة وفعالة لقياس القدرة على استرجاع المعلومات والبيانات ( التغذية الراجعة ) لماذا الجودة الشاملة ؟هناك تساؤلات كثيرة تطرح من غير الراغبين في تطبيق إدارة الجودة الشاملة سواء في المؤسسات التجارية والمصانع والمنظمات الدولية ، أو حتى من الراغبين في تطبيقها والمهتمين بها ، وهذه التساؤلات تحتم علينا أن نستعرض بعض الأسباب التي تستدعي تطبيق الجودة :1 ـ ما يمكن أن يترتب عليها من مزايا لحفظ ما يقارب من 45 % من تكاليف الخدمات التي تضيع هدرا بسبب غياب التركيز على الجودة الشاملة .2 ـ أصبح تطبيق الجودة الشاملة ضرورة حتمية تفرضها المشكلات المترتبة على النظام البيروقراطي ، إضافة إلى تطور القطاع الخاص في المجالات المختلفة .3 ـ المنافسة الشديدة الحالية والمتوقعة في ظل العولمة .4 ـ متطلبات وتوقعات العملاء في ازدياد مستمر .5 ـ متطلبات الإدارة لخفض المصروفات ، والاستثمار الأمثل للموارد البشرية والمادية .6 ـ متطلبات العاملين فيما يخص أسلوب وجودة العمل .7 ـ تعديل ثقافة المؤسسات التربوية بما يتلاءم وأسلوب إدارة الجودة الشاملة ، ويجاد ثقافة تنظيمية تتوافق مع مفاهيمها .8 ـ الجودة الشاملة تؤدي إلى رضا العاملين التربويين والمستفيدين ( الطلاب ) وأولياء أمورهم ن والمجتمع .9 ـ يعتمد أسلوب إدارة الجودة الشاملة بوجه عام على حل المشكلات من خلال الأخذ بآراء المجموعات العاملة التي تزخر بالخبرات المتنوعة .10 ـ تطبيق إدارة الجودة الشاملة في المؤسسات التربوية التعليمية يتطلب وجود مقاييس ومؤشرات صالحة للحكم على جودة النظام التعليمي ، وضرورة الاستفادة من أخطاء المرحلة السابقة في المرحلة اللاحقة .فوائد تطبيق الجودة الشاملة :للجودة الشاملة فوائد كثيرة ومتعددة تظهر نتائجها من خلال المؤسسات التي تقوم بتطبيقها ، ولكننا سنكتفي في هذا المقام برصد فوائدها في مجال التربية والتعليم :1 ـ تحسين العملية التربوية ومخرجاتها بصورة مستمرة .2 ـ تطوير المهارات القيادية والإدارية لقيادة المؤسسة التعليمية .3 ـ تنمية مهارات ومعارف واتجاهات العاملين في الحقل التربوي .4 ـ التركيز على تطوير العمليات أكثر من تحديد المسؤوليات .5 ـ العمل المستمر من أجل التحسين ، والتقليل من الإهدار الناتج عن ترك المدرسة ، أو الرسوب .6 ـ تحقيق رضا المستفيدين وهم ( الطلبة ، أولياء الأمور ، المعلمون ، المجتمع ) . 7 ـ الاستخدام الأمثل للموارد المادية والبشرية المتاحة.8 ـ تقديم الخدمات بما يشبع حاجات المستفيد الداخلي والخارجي.9 ـ توفير أدوات ومعايير لقياس الأداء.10 ـ تخفيض التكلفة مع تحقيق الأهداف التربوية في الوسط الاجتماعي.الجودة الشاملة والتدريس النشط الفعال : ـ من خلال المفاهيم المتعددة لإدارة الجودة الشاملة ومدى تطبيقها في مجال التدريس النشط والفعال يمكننا القول أنه يمكننا تحقيق الآتي : ـ 1 ـ مشاركة الطلاب للمدرس في التخطيط لموضوع الدرس ، وتنفيذه بما يحقق مبدأ الإدارة التشاركية ، الذي على أساسه يكون المعلم والمتعلم على حد سواء مسؤولين عن تحقيق التدريس النشط .2 ـ تطبيق مبدأ الوقاية خير من العلاج : والذي يقضي تأدية العمل التدريسي من بدايته حتى نهايته بطريقة صحيحة تسهم في تجنب وقوع الأخطاء وتلافيها .3 ـ يقوم التدريس النشط والفعال على أساس مبدأ التنافس والتحفيز الذي يستلزم ضرورة توافر أفكار جديدة ، ومعارف حديثة من قبل المعلم والمتعلم على حد سواء .4 ـ لتحقيق التدريس النشط الفعال عندما نطبق مبدأ المشاركة التعاونية ، يتطلب مبدأ المشاركة الذاتية إتاحة الفرصة كاملة أمام جميع المتعلمين لإبداء الرأي والمشاركة الإيجابية في المواقف التعليمية التعلمية .وإذا تحققت القواعد والمتطلبات آنفة الذكر تتجلى مظاهر التدريس النشط في المواقف التالية : * شمول جميع أركان التدريس في المواقف التعليمية التعلمية.* تحسن مستمر في أساليب التدريس والأنشطة التربوية.* تخطيط وتنظيم وتحليل الأنشطة التعلمية التعلمية.* فهم الطلاب لجميع جوانب المواقف التدريسية والمشاركة في تنفيذها.* تعاون فعال بين التلاميذ بعضهم البعض، وبينهم وبين المعلم.* ترابط وتشابك كل أجزاء الدرس.*مشاركة في إنجاز الأعمال، وأداء جاد واثق لتحقيق أهداف الدرس.* تجنب الوقوع في الخطأ وليس مجرد اكتشافه.* إحداث تغيير فكري وسلوكي لدى التلاميذ بما يتوافق مع مقومات العمل التربوي الصحيح.* اعتماد الرقابة السلوكية أو التقويم الذاتي في أداء العمل.* تحسن العمل الجماعي المستمر وليس العمل الفردي المتقطع.* تحقيق القدرة التنافسية والتميز.*مراعاة رغبات التلاميذ وتلبية احتياجاتهم.*تحقق جودة جميع جوانب الأداء التدريسي.* ترابط وتكامل تصميم الموقف التدريسي وتنفيذه.المزايا التي تتحقق من تطبيق مفهوم الجودة الشاملة في التدريس: 1 ـ الوفاء بمتطلبات التدريس.2 ـ تقديم خدمة تعليمية علمية تناسب احتياجات الطلاب . 3 ـ مشاركة الطلاب في العمل ووضوح أدوارهم ومسئولياتهم .4 ـ الإدارة الديمقراطية للصف دون الإخلال بالتعليمات الرسمية .5 ـ التزام كل طرف من أطراف العملية التعليمية التعلمية بالنظام الموجود وقواعده6 ـ تقليل الهدر التعليمي في المواقف التدريسية .7 ـ وجود نظام شامل ومدروس ينعكس ايجابياً على سلوك الطلاب .8 ـ تحقيق التنافس الشريف بين الطلاب . 9 ـ تأكيد أهمية وضرورة العمل الفريقي الجمعي.10ـ تفعيل التدريس بما يحقق الأهداف التربوية المأمولة .11 ـ ساهمة التلاميذ ومشاركتهم في أخذ القرارات .12 ـ التركيز على طبيعة العمليات والنشاطات وتحسينها و تطويرها بصفة مستمرة بدلاً من التركيز على النتائج والمخرجات .13 ـ اتخاذ قرارات صحيحة بناء على معلومات وبيانات حقيقية واقعية، يمكن تحليلها والاستدلال منها .14 ـ التحول إلى ثقافة الإتقان بدل الاجترار وثقافة الجودة بدل ثقافة الحد الأدنى، ومن التركيز على التعليم إلى التعلم وإلى توقعات عالية من جانب المعلمين نحو طلابهم.15 ـ التحول من اكتشاف الخطأ في نهاية العمل إلى الرقابة منذ بدء العمل ، ومحاولة تجنب الوقوع فيه .دور المدرسة في تعزيز الجودة في التدريس:• على المدرسة أن تعتمد الجودة كنظام إداري والعمل على تطوير وتوثيق هذا النظام.• تشكيل فريق الجودة والتميز الذي يضم فريق الأداء التعليمي.• نشر ثقافة التميز في التدريس.• تحديد وإصدار معايير الأداء المتميز ودليل الجودة.• تعزيز المبدأ الديمقراطي من خلال تطبيق نظام الاقتراحات والشكاوي.• التجديد والتدريب المستمر للمعلمين.• تعزيز روح البحث وتنمية الموارد البشرية.• إكساب مهارات جديدة في المواقف الصفية.• العمل على تحسين مخرجات التعليم.• إعداد الشخصية القيادية.• إنشاء مركز معلوماتي دائم وتفعيل دور تكنولوجيا التعليم.• التواصل مع المؤسسات التعليمية والغير تعليمية.• تدريب الطلاب على استقراء مصادر التعلم.• توجيه الطلاب للأسئلة التفكيرية المختلفة.• إكساب الطلاب القدرة على تنظيم الوقت.• الاستفادة من تجارب تربوية محلياً وعربياً وعالمياً. ولا ينبغي أن تطبق إدارة الجودة الشاملة في جانب معين من جوانب العملية التعليمية فحسب ، بل لا بد أن تمتد لكل العناصر التعليمية التعلمية كالاختبارات التي يجب أن تخضع في إعدادها لمقاييس الوزن النسبي ، ويراعى فيها الشمولية والعمق والتدرج ما بين السهولة والصعوبة ، وأن تتميز بالصدق والثبات وأن تحقق الأهداف المعرفية المرجوة منها . وما يندرج على الاختبارات يندرج أيضا على الإدارة الصفية لذا علينا أن نهتم كثيرا بخصائص الموقف النظامي الجديد في الفصل وهو على النحو التالي : 1 ـ ينشغل الطلبة بمواد ، وأنشطة تعليمية ذات قيمة علمية هادفة لتثير اهتمامهم ، وتشدهم إلى الدرس . 2 ـ انعقاد اتجاهات التعاون بين المدرس وطلابه ، وإضمار حسن النية بينهم . 3 ـ يصدر السلوك الاجتماعي ، والخلقي السليم عن الطلبة احتراما لجماعة الأقران ، ونتيجة للجهود التعليمية التعاونية ، أكثر منه نتيجة لهيمنة المعلم عليهم عن طريق إثارة الخوف في نفوسهم . 4 ـ يتحرر الطلبة من عوامل القلق والإحباط المصطنعة الناجمة عن فرض إرادة الكبار الراشدين على جماعة المراهقين . متطلبات تطبيق نظام الجودة الشاملة في المؤسسة التعليمية :إن تطبيق نظام الجودة في المؤسسة التعليمية يقتضي:* القناعة الكاملة والتفهم الكامل والالتزام من قبل المسؤولين في المؤسسة التربوية .* إشاعة الثقافة التنظيمية والمناخ التنظيمي الخاص بالجودة في المؤسسة التربوية نزولاً إلى المدرسة .* التعليم والتدريب المستمرين لكافة الأفراد إن كان على مستوى الإدارة التعليمية ، أو مستوى المدرسة .* التنسيق وتفعيل الاتصال بين الإدارات والأقسام المختلفة .* مشاركة جميع الجهات وجميع الأفراد العاملين في جهود تحسين جودة العملية التعليمية.* تأسيس نظام معلوماتي دقيق وفعال لإدارة الجودة على الصعيدين المركزي والمدرسي.إن المبادئ السابقة تؤثر وبشكل مباشر على عناصر تحقيق الجودة والتي يمكن تلخيصها بالأمور التالية:1 ـ تطبيق مبادئ الجودة.2 ـ مشاركة الجميع في عملية التحسين المستمرة.3 ـ تحديد وتوضيح إجراء العمل أو ما تطلق عليه بالإجراءات التنظيمية .إن المبادئ السابقة وعناصر تحقيق الجودة تؤدي إلى تحقيق الهدف الأساسي للجودة ألا وهو رضا المستفيد والمتمثل بالطلبة والمعلمين وأولياء الأمور والمجتمع المحلي وسوق العمل . كما تؤدي إلى التحسين المستمر في عناصر العملية التعليمية.مؤشرات غياب الجودة الشاملة في مؤسسات التربية والتعليم :1 ـ تدني دافعية الطلاب للتعلم .2 ـ تدني تأثر الطالب بالتربية المدرسية .3 ـ زيادة عدد حالات الرسوب ، والتسرب من المدرسة .4 ـ تدني دافعية المعلمين للتدريس ، وانعكاساتها السلبية على رغبتهم الذاتية للتحسن المستمر لأدائهم .5 ـ العزوف عن العمل في هذا المجال .6 ـ زيادة الشكاوى من جميع الأطراف . 7 ـ تدني رضا أولياء الأمور عن التحصيل العلمي لأبنائهم .8 ـ تدني رضا المجتمع .9 ـ تدني رضا المؤسسات التعليمية العليا كالمعاهد والجامعات .10 ـ تدني رضا كل مرحلة تعليمية عن مخرجات المرحلة التعليمية التي سبقتها .فوائد تطبيق إدارة الجودة الشاملة في التعليم :في ضوء المبررات السابقة لتطبيق إدارة الجودة الشاملة في التعليم فإن إدارة الجودة الشاملة في التعليم يمكن أن تحقق الفوائد التالية للتعليم وهي :1 ـ ضبط وتطوير النظام الإداري في أي مؤسسة تعليمية نتيجة لوضوح الأدوار وتحديد المسئوليات بدقة .2 ـ الارتقاء بمستوي الطلاب في جميع الجوانب الجسمية والعقلية والاجتماعية والنفسية والروحية .3 ـ زيادة كفايات الإداريين و المعلمين والعاملين بالمؤسسات التعليمية ورفع مستوي أدائهم .4 ـ زيادة الثقة والتعاون بين المؤسسات التعليمية والمجتمع ,5 ـ توفير جو من التفاهم والتعاون والعلاقات الإنسانية السليمة بين جميع العاملين بالمؤسسة التعليمية مهما كلن حجمها ونوعها .6 ـ زيادة الوعي والانتماء نحو المؤسسة من قبل الطلاب والمجتمع المحلي .7 ـ الترابط والتكامل بين جميع الإداريين والعاملين بالمؤسسة التعليمية للعمل بروح الفريق .9 ـ تطبيق نظام الجودة الشاملة يمنح المؤسسة المزيد من الاحترام والتقدير المحلي والاعتراف العالمي.مبادئ الجودة الشاملة : ـ أولا ـ التركيز على المستفيد : وهذا يعني كيف تجعل من عملك جودة تحقق رغبات المستفيد منك ، خاصة أن المنشأة بمختلف أنواعها وجدت من أجلهم .ثانيا ـ التركيز على العمليات : وتعني أن السيطرة على عملية الأداء ، وليس جودة المنتج هو قلب نظام إدارة الجودة الشاملة .ثالثا ـ القيادة والإدارة : إذ لا توجد مؤسسة ناجحة بدون قائد .رابعا ـ تمكين العاملين : بمعنى أشراكهم في اتخاذ القرار :1 ـ أي أن النجاح لا يأتي مما تعرف ، ولكنه يأتي من الذين تعرفهم . 2 ـ الجودة تبدأ من الداخل : بمعنى الاهتمام بالعاملين ، والتعرف على حاجاتهم ، وظروف العمل المحيطة بهم .3 ـ يمكن تفجير الطاقة المخزونة في دواخلهم من خلال التعاون المستمر ، وإشراكهم في القرار .خامسا ـ التحسين والتطوير الشامل المستمر : يرتكز التحسين والتطوير المستمر على ثلاث قواعد مهمة هي :1 ـ التركيز على العميل .2 ـ فهم العملية .3 ـ الالتزام بالجودة .سادسا ـ الوقاية : تطبيق مبدأ الوقاية خير من العلاج ، وهو العمل الذي يجعل عدد الأخطاء عند الحد الأدنى ، وذلك وفق مبدأ أداء العمل الصحيح من أول مرة ، وبدون أخطاء ، وهذا يهدف إلى جعل التكلفة في الحد الأدنى ، وفي نفس الوقت للحصول على رضا المستفيدين . سابعا ـ الإدارة بالحقائق : يعتبر القياس والمغايرة هما العمود الفقري للجودة ، وهما المؤشر الذي يعطي المعلومات لاتخاذ القرار المناسب .ثامنا ـ النظام الكلي المتكامل : عبارة عن مجموعة من الإجراءات المتكاملة ، أو ذات خصائص مشتركة ، أو مجموعة من العلاقات تؤدي إلى هدف مشترك مثل : الإدارة العامة ، والإشراف ، الإدارة التعليمية ، الشئون الإدارية ، التجهيزات . توحيد الجهود السابقة للتركيز على المستفيد .تاسعا ـ العلاقة مع الموردين . وسائل التطبيق : التحول نحو إدارة الجودة الشاملة :لمعرفة التحول نحو العمل بإدارة الجودة الشاملة لا بد من عقد مقارنة بين النظام التقليدي المعمول به ، وبين النظام الجديد والذي يعرف بالجودة الشاملة :العمل بالنظام التقليدي العمل بنظام الجودة الشاملة* التحسين وقت الحاجة * التحسين المستمر* جودة أعلى تعني تكلفة أعلى . * جودة أعلى تعني تكلفة أقل .* البحت عن المشكلات المتعلقة بالنتائج . * البحث عن المشكلات المتعلقة بالعمليات ، ومن ثم معالجتها حتى لا يتكرر وقوعها .* يتم تصيد الأخطاء ومعالجتها . * الافتراض بأن الأخطاء لن تحدث ، ويتم التخطيط لتجنبها .من الممكن تقبل الأخطاء .* * تقبل الأخطاء مرفوض .المهم إرضاء المدير .* * المهم إرضاء العميل قبل كل شيء .* تعد الجودة وظيفة من وظائف التصنيع . * الجودة مهمة لكل فرد . * قسم الجودة هو المسؤول عن الجودة . * الجودة مسؤولية كل فرد مشارك في المؤسسة ,كيفية أداء العملالفرق بين التعليم والصناعةالصناعة التعليمأولا ـ الأهداف* الأهداف مادية : تعتمد على الربح كمقياس .السؤال : كيف تقاس الفعالية في كل من الصناعة والتعليم ؟ * التعليم يهدف إلى خلق إنسان يتميز بخصائص المعرفة ، والبراعة والحكمة والشخصية .ثانيا ـ العمليات* من السهل تحديد العمليات الصناعية .* من السهل التحكم في مواصفات العملية التصنيعية * ولكن في التعليم العملية تفاعلية تتم بين المعلم والمتعلم .* ولكن في التعليم تعتمد على علاقات بين البشر لهم سلوكيات وردود فعل تختلف باختلاف الحوافز ، والأهداف والمشاعر لكل منهم .وعليه يصعب تحديد مواصفات معينة في العملة التعليمية . ثالثا ـ المدخلات* في الصناعة يمكن التحكم في المدخلات . * ولكن ذلك يصعب في التعليم . لأن الطلبة بشر قد يختلف أداؤهم .وصعوبة التحكم في المدخلات تحتم صعوبة التحكم في جودة المخرجات .رابعا ـ المحرجات* يسهل التحكم في المخرجات التي تؤدي إلى إرضاء العميل . * في التعليم يوجد عدة مستفيدين ، ومن الصعب تحديد مستوى جودة المخرجات ، حيث إن المستفيد الأول هم الطلبة أنفسهم ، وهم مشاركون في عملية التعلم .وسائل التطبيق الفاعل :متطلبات لنجاح التطبيق : ـ * القيادة الإدارية الناجحة : من مهامها : التخطيط الاستراتيجي ، والتغيير .* التعليم والتدريب : التوعية والتهيئة والتأهيل .* الاتصالات الفعالة : تقديم التغذية الراجعة .* وجود نظام توكيد الجودة .* وجود هيكل فرعي لدعم التطبيق .* وجود بيئة تنظيمية ملائمة : تمثلها الثقافة التنظيمية .مقاييس التعليم لإيجاد مقاييس لجودة التعليم ، لا بد من طرح التساؤلات التالية :1 ـ ما الذي تريده من مدارس أبنائك ؟2 ـ إلى أي المدارس ترسلهم ؟3 ـ ما الفرق بين مدرسة متميزة ، وأخرى غير متميزة ؟4 ـ كيف تقيس الأداء الحالي للمدرس ؟5 ـ هل الواقع التعليمي أثبت جدواه ؟6 ـ هل بالإمكان تطوير الوضع الموجود مقاييس التعليمطريقة ( مايرن تريبوس ) لتطبيق إدارة الجودة الشاملة في التعليم :لقد طرح مايرن طريقة لتطبيق إدارة الجودة الشاملة في التعليم ، ونوعيته التي يجب أن تقدمه المدارس وذلك حسب الأسس التالية :1 ـ المعرفة : وهي الشيء الذي يجعل الفرد يفهم ما يتعلمه ، وعلاقة ذلك بما سبق معرفته ، فالمعرفة تولد لدى الفرد القدرة على الفهم من خلال تجربته .2 ـ البراعة : هي التي تمكن الفرد من تحويل المعرفة إلى عمل فعلي .3 ـ الحكمة : هي القدرة على التمييز بين المهم والأهم ، وبالتالي تحديد الأولويات .4 ـ الشخصية : وهي عبارة عن مركب مكون من المعرفة والبراعة والحكمة مرتبطة بالتحفيز . مقاييس التعليم* مدى التحصيل المعرفي عند الطالب .* مدى رضا الطلبة وأولياء أمورهم .* مستوى خريجي المدرسة .* مستوى الإداريين والمعلمين .* مدى رضا الإداريين والمعلمين .* الخدمات التي تقدمها المدرسة .* الاستخدام الأمثل للموارد البشرية والمالية .* خدمة المجتمع .المعوقات العامة لتطبيق إدارة الجودة الشاملة : ـ 1 ـ عدم التزام الإدارة العليا. 2 ـ التركيز على أساليب معينة في إدارة الجودة الشاملة وليس على النظام ككل. 3 ـ عدم حصول مشاركة جميع العاملين في تطبيق إدارة الجودة الشاملة. 4 ـ عدم انتقال التدريب إلى مرحلة التطبيق. 5 ـ تبني طرق وأساليب لإدارة الجودة الشاملة لا تتوافق مع خصوصية المؤسسة. 6 ـ مقاومة التغيير سواء من العاملين أو من الإدارات وخاصة الاتجاهات عند الإدارات الوسطى. 7 ـ توقع نتائج فورية وليست على المدى البعيد. المراجع : 1 ـ الجودة الشاملة والتميز في المؤسسات التعليمية د . عبد الرحمن المديرس2 ـ الجودة الشاملة في التعليم أ . محمد بن صالح الشدوي3 ـ الجودة الشاملة والمدرسة د . محمد يوسف أبو ملوح4 ـ الجودة الشاملة في التدريس د . محمد يوسف أبو ملوح5 ـ الجودة في التعليم أ . عامر بن عبد الله الشهراني6 ـ إدارة الجودة الشاملة أ د . رياض رشاد البنا7 ـ الجودة الشاملة فلسفة وتخطيط جيم هيريرا8 ـ الجودة الشاملة أ . أحمد إبراهيم9 ـ إدارة المؤسسات التربوية أ . حافظ أحمد10 ـ النجاح والفشل في إدارة الجودة الشاملة م . عرف سمان 11 ـ مفهوم الجودة الشاملة أ . محمد علي حلواني12 ـ إدارة الجودة الشاملة في مؤسسات التعليم أ . زبن بن عيضة الثبيتيإعـــدادالدكتور / مسعد محمد زياد

الجودة - جودة التعليم – إدارة الجودة الشاملة


الجودة - جودة التعليم – إدارة الجودة الشاملة
[ رؤية حول المفهوم والأهمية ]
* ا.د/ مصطفى السايح محمد
Dr_elsayh@yahoo.com
- مقدمة :
يجمع التخاطب الاجتماعي العالمي المعاصر على أن التعليم الجامعي سيكون حلبة بين القوى العالمية ، وخصوصا في عالم يزداد فيه الاعتماد المتبادل والترابط بشكل متزايد ، ومع ذلك تتعرض النظم التعليمية للنقد دوما ، حيث تبدو هذه العملية النقدية ظاهرة يشترك فيها الخبراء العلميين من أصحاب الرؤى المختلفة ، حيث يرى البعض انه يجب أن يتبنى المجتمع النامي مشروع اصطلاحي الهدف منه الأخذ بيد التعليم العالي فى الدول النامية بحيث يمكن تعديل انحرافاته وجعله يسير قليلا متخلف الخطى عن التقدم العلمي للدول ذات الترتيب الأول فى العالم .
ففي اواخرالخمسينيات من القرن الماضي ظهر مصطلح (الاستراتيجية ) حيث استخدم فى العلوم والتخصصات المخلفة فضلا عن استخدامه في الميدان العسكري على نطاق واسع . فالاستراتيجية Strategy تعبير عن ، ودعوة إلى منطق أو أسلوب جديد ، ثم أدوات جديدة في التفكير اصطنعته علوم جديدة ثم انتقلت بكل ما تحمل من مكونات علوم عسكرية إلى استراتيجيات تدريس للمواد التعليمية المختلفة .
وفى سياق متصل نجد انه فى بدايات السبعينيات من القرن الماضي تم استخدام مصطلح الكفايات فى مجال تطوير التعليم ، وذلك من خلال تطوير أداء المعلمين ، حيث جسدت [ محاسبة المعلم Teacher Accountability ] أهم المصطلحات ، ومع منتصف السبعينيات أصبحت الموجه السلوكية الظاهرة السائدة فى التعليم قبل الجامعي والجامعي بحد سواء وبقيت ولا زالت بين مد وجذر حتى أيامنا هذه رغم هبوط حماس المهتمين بهذا المصطلح .
وفى كنف هذه المصطلحات المتمثلة في المفردات لكلمات استخدمت فى مكان ما ثم انتقلت برؤى إلى مكان أخر اقتنع العالم بها . لا شك أن هذه المصطلحات تعبر عن منهج أو منطق فى التفكير العلمي توأمه التحليل الدقيق لأبعاد مختلفة التسلسل من العام الى الخاص والتحرك العقلاني من النظر إلى الواقع والانتقال المبصر الخلاق [ الوظيفي ] ومن الحاضر إلي المستقبل وفق أفضل الأحكام وأدق الأفعال التي يمكن التوصل إليها كأدوات قياس على درجة عالية من الإتقان والدقة للعملية التعليمية الجامعية .
* أستاذ المناهج وطرق التدريس – كلية التربية الرياضية للبنيين – جامعة الإسكندرية
- الرؤية للمفهوم والأهمية :
في احدي الندوات العلمية بالمؤتمر العلمي السنوي لتطوير أداء الجامعات فى ضوء معايير الجودة الشاملة ونظم الاعتماد* ، تقدم الدكتور فايز مراد بإطار مرجعي عن معايير مقترحة لجودة التعليم فى مصر ، متحفظا على استعمال مصطلح الجودة الشاملة فى عنوان المؤتمر ، وكانت رؤيته أن الحديث عن الجودة فقط أصيل فى مجال التربية وفى ذلك استند إلى تحليل إبراهيم حسن [ 1993 ] والذي يشير الي أن الحديث عن الجودة الشاملة يميل أكثر الى الارتباط بالمجالات الأخرى حيث كثر فى ارتباط ما يحدث فى مجال اتفاقات التجارة الحرة وحرية تداول المنتجات السلعية والخدمات ، ولقد انعكس ذلك فى المجال التربوي بنشأة حركة المعايير القومية منذ ثمانينيات القرن الماضي والتي أدت إلى مشروعات لعمل معايير فى مجالات مختلفة فى بعض الدول العربية ، حيث يشير صبري الدمرداش [ 1995 ] ان حركة المعايير القومية سوف تختفي فى القريب العاجل وما يرتبط بها من مفهوم " الجودة الشاملة " الذي وظف فى مجال التعليم العالي .
وفى هذا الإطار فان المداخل تشمل عنصر واحد فقط هو المفهوم التقليدي والحديث لجودة التعليم ذلك المفهوم الذي ارتبط بعمليات الفحص والتحليل والتركيز فقط علي الاختبارات النهائية دون مراجعة القدرات والمهارات الادراكية والحركية والمنطقية والسلوكية ، لذلك تحول هذا المفهوم التقليدي للجودة فى التعليم الى توكيد جودة التعليم والذي يستند بالدرجة الأولي على ضرورة اختيار معدلات نمطية للأداء وبناء منظومات لإدارة جودة التعليم ، ومع صعوبات التطبيق ظهرت أهمية بالغة لتطبيق إدارة الجودة فى التعليم والتي تحتاج مشاركة الجميع لضمان البقاء والاستمرارية لمؤسسات التعليم وهو أسلوب تحسين الأداء بكفاءة أفضل .
إن ثقافة الجودة وبرامجها تؤدي الى اشتراك كل المسئولين فى إدارة المؤسسة التعليمية والطالب وأعضاء هيئة التدريس ليصبحوا جزءا من برنامج ثقافة الجودة
وبالتالي فالجودة تعنى القوة الدافعة المطلوبة لدفع نظام التعليم الجامعي بشكل فعال ليحقق أهدافه ورسالته المنوط به من قبل المجتمع والإطراف العديدة ذات الاهتمام بالتعليم الجامعي .
لقد فرضت علينا المتغيرات الحديثة فى العالم المتقدم ضرورة الأخذ بمنهج التخطيط الاستراتيجي لبناء أجيال قادرة على مواجهة هذه التغيرات بفكر جديد يتجاوز حدود الواقع ويستشرف المستقبل بما يحمله فى طياته من تهديدات وفرص
* تطوير أداء الجامعات العربية فى ضوء معايير الجودة الشاملة ونظم الاعتماد – 18-19 ديسمبر 2005
مركز تطوير التعليم الجامعي – جامعة عين شمس .
متاحة ، من هنا ياتى توجيه كيان المؤسسة التعليمية نحو ضمان الجودة والاعتماد
إن مفهوم الجودة وفقا لما تم الاتفاق عليه فى مؤتمر اليونسكو للتعليم والذي أقيم فى باريس فى أكتوبر ( 1998 ) ينص على أن الجودة فى التعليم العالي مفهوم متعدد الأبعاد ينبغي ان يشمل جميع وظائف التعليم وأنشطته مثل :-
المناهج الدراسية .
البرامج التعليمية .
البحوث العلمية .
الطلاب .
المباني والمرافق والأدوات .
توفير الخدمات للمجتمع المحلى .
التعليم الذاتي الداخلي .
تحديد معايير مقارنة للجودة معترف بها دوليا .
وتعتبر الجودة احد أهم الوسائل والأساليب لتحسين نوعية التعليم والارتقاء بمستوى أدائه في العصر الحالي الذي يطلق عليه بعض المفكرين بأنه عصر الجودة، فلم تعد الجودة ترفا ترنو إليه المؤسسات التعليمية او بديلا تأخذ به او تتركه الأنظمة التعليمية ، بل أصبح ضرورة ملحة تمليها حركة الحياة المعاصرة ، وهى دليل على بقاء الروح وروح البقاء لدى المؤسسة التعليمية .
* تعريف الجودة :
" هي تكامل الملامح والخصائص لمنتج أو خدمة ما بصورة تمكن من تلبية احتياجات ومتطلبات محددة أو معروفه ضمنا ، أو هي مجموعة من الخصائص والمميزات لكيان ما تعبر عن قدرتها على تحقيق المتطلبات المحددة او المتوقعة من قبل المستفيد " .
ويهتم نظام الجودة بالتحديد الشامل للهيكل التنظيمي وتوزيع المسئوليات والصلاحيات على الأفراد ، وإيضاح الأعمال والإجراءات الكفيلة بمراقبة العمل ومتابعته ، كذلك مراقبة وفحص كل ما يرد إلى المؤسسة التعليمية والتأكد على أن الخدمة قد تم فحصها وأنها تحقق مستلزمات الجودة المطلوبة .
* مستويات الجودة :
1- نظام الجودة – الايزو 9000 :
ايزو 9000 هو مصطلح عام لسلسلة من المعايير التي تم وضعها من قبل
الهيئة الدولية للمواصفات القياسية ISO ( International Standardization Organization لتحديد أنظمة الجودة التي ينبغي أن تطبقها على القطاعات الصناعية والخدمية وكلمة ايزو مشتقة من كلمة يونانية تعنى التساوي والرقم 9000 هو رقم الإصدار الذي صدر تحته المعيار او المواصفة وقد نالت مواصفة الايزو 9000 منذ صدورها عام 1987 اهتماما بالغا لم تنله مواصفة قياسية دولية من قبل .
وتنقسم مطالب أنظمة الجودة ايزو 9000 الى ثلاث مستويات هى : -
نظام ايزو 9001 :
ويختص بالمؤسسات التي تقوم بالتصميم والتطوير والإنتاج والخدمات .
نظام ايزو 9002 :
ويختص بالمؤسسات التي تقوم بالإنتاج والخدمات ، وحيث ان المدارس لا
تقوم بتصميم المناهج فهي لا تخضع لنظام المواصفة ايزو 9002 .
ج- نظام ايزو 9003 :
ويختص بالورش الصغيرة فهي لا تصمم منتجاتها وتقوم بعملية التجميع .
[ ولقد تبنت هذه المواصفات أكثر من 130 دولة ]
** أهمية الجودة :
ضبط وتطوير النظام الادارى فى المؤسسة التعليمية .
الارتقاء بمستوى الطلاب فى جميع المجالات .
ضبط شكاوى الطلاب وأولياء أمورهم والإقلال منها ووضع الحلول.
زيادة الكفاءة التعليمية ورفع مستوى الأداء للعاملين بالمؤسسة .
الوفاء بمتطلبات الطلاب وأولياء أمورهم والمجتمع والوصول الى رضاهم وفق النظام العام للمؤسسة التعليمية .
تمكين المؤسسة التعليمية من تحليل المشكلات بالطرق العلمية .
رفع مستوى الطلاب وأولياء الأمور تجاه المؤسسة التعليمية من خلال إبراز الالتزام بنظام الجودة .
الترابط والتكامل بين جميع القائمين بالتدريس والإداريين فى المؤسسة والعمل عن طريق الفريق وبروح الفريق .
تطبيق نظام الجودة يمنح المؤسسة التعليمية الاحترام والتقدير المحلى والاعتراف المحلى .
إن تحقيق ثقافة الجودة فى التعليم والمعرفة لا يمكن أن تقارن أبدا مع مبدأ الجودة فى الإنتاج الصناعي او التجاري او الزراعي ، لان الأسس التي تتحكم بالقياسات والمواصفات لكل منها تختلف كثيرا بعضها عن البعض الأخر . ان التعليم والمعرفة قيمتان وركيزتان تعتمدان على العقل والفكر بشكل اساسى ، ولذلك فانهما يرتبطان بالجانب الفكري والروحي عند الإنسان أكثر من ارتباطيهما بالجانب المادي .
إن مفهوم الجودة فى التعليم له معنيان مترابطان احديهما واقعي والأخر حسي
فجودة التعليم بمعناها الواقعي تعنى التزام المؤسسة التعليمية بإنجاز مؤشرات ومعايير حقيقية متعارف عليها مثل معدلات تكلفة التعليم الجامعي – أما المعنى الحسي لجودة التعليم فيرتكز على مشاعر وأحاسيس متلقي الخدمة التعليمية كالطلاب وأولياء أمورهم .
* أهمية الجودة فى التعليم :
1- مراجعة المنتج التعليمي المباشر وهو الطالب .
2- مراجعة المنتج التعليمي غير المباشر
3- اكتشاف حلقات الهدر وأنواعه المختلفة .
4- تطوير التعليم من خلال تقويم النظام التعليمي وتشخيص القصور فى
المدخلات والعمليات والمخرجات حتى يتحول التقويم الى تطوير حقيقي و
ضبط فعلي لجودة الخدمة التعليمية .

لا يمكن للجودة أن تتحقق فى التعليم إلا من خلال تأسيس المنهج الفكري السليم الذي تسير عليه هذه العملية التعليمية ، والتي تضمن إضافة للعلوم والمعارف التي يتلقاها الطالب ، منظومة القيم الخلقية ، ونظم العلاقات الإنسانية ، ووسائل الاتصال المتطورة وغيرها من الضروريات التي تجعل من حياة الطالب في المؤسسة التعليمية متعة ، فضلا عن المادة العلمية التي يتلقاها
أما فيا يختص بمدخل إدارة الجودة الشاملة فهو من المداخل الإدارية الحديثة ، ورغم حداثته إلا انه ليس هناك اتفاق نمطي له فى المفهوم ، فالواقع إن إدارة الجودة الشاملة تمثل مظلة تحتها عددا كبير من مبادرات الجودة التي يمكن إدارتها أن تشمل المكونات التالية :

1-
2-
3-
4-
5-
6-
الضبط الاجتماعي للعملية .
دوائر الجودة
خدمة العميل
تأمين ومراقبة الجودة ( منهج تاجوشى)
الوقت المحدد
فى مجال التربية ( تحسين جودة النظام التعليمي)
1- statistical process control
2- quality circles
3- customer service
4- tayuchi methodology
5- just in time
6- educational system quality improvement .

وقد استخدمت هذه المكونات فى المجالات التالية : -
الصناعيـــة .
التعليميــــة.
العمل الحكومي .
وذلك تحت مفهوم إدارة الجودة الشاملة ، إلا أننا يجب علينا أن نأخذ في الاعتبار أن استخدام اى من هذه المجالات الثلاثة منفردا لا يمثل إلا خطوة وحيدة نحو تطوير الشيء تطويرا شاملا ولا يعد اى مجال منهم بديلا للمفهوم الواسع لإدارة الجودة الشاملة رغم حداثة المفهوم وكثرة الاجتهادات في التعريف له .
** تعريفات الجودة الشاملة :
في السياق التالي نوضح بعض التعريفات لمفهوم إدارة الجودة الشاملة ثم نحلل هذه التعريفات لتوضيح الاتفاق والاختلاف فى المفهوم والمعنى .
تعريف معهد الجودة الفيدرالي الأمريكي :" أداء العمل الصحيح بشكل صحيح من المرة الأولي مع الاعتماد علي تقييم المستفيد في معرفة مدي تحسين الأداء " .
تعريف Robert Kronsky " هي فلسفة تعزز مهمة مؤسسة ما باستخدام أدوات وتقنيات تحسين الجودة المستمر كوسيلة لتحقيق الرضا المتبادل والمتزامن لجميع الأطراف المشاركة " .
تعريف Jablonski " هي عبارة عن شكل تعاوني لإنجاز الأعمال ، يعتمد علي القدرات والمواهب الخاصة بكل من الإدارة والعاملين لتحسين الجودة والإنتاجية بشكل مستمر عن طريق فريق العمل " .
تعريف عفيفي " التخطيط والتنظيم والتنفيذ والمتابعة وفق نظم محددة موثقة تقود الى تحقيق رسالة المؤسسة التعليمية فى بناء الإنسان من خلال تقديم الخدمة التعليمية المميزة وأنشطة بناء الشخصية المتوازنة " .
تعريف Rio Sal ado College "هي العملية التي يمكن من خلالها رفع مستوي القائمين بالتدريس والنظام والكلية في ضوء توقعات الطلاب من خلال عملية متقنة البناء لحل المشكلات ، يستطيع القائمين بالتدريس والطلاب تطوير جودة التعليم " .
تعريف Lam " التغيير الجوهري في طريقة أداء الأعمال ، فهي ابتكار لاتجاه جديد يتضح من خلال أداء صاحب العمل وأفراد الإدارة العليا ، إنها عبارة عن مناخ يتضمن الإبداع والقيادة والابتكارية والمسؤولية الفردية وتطبيق الحساب ".
من التعريفات السابقة الذكر يتضح أن هناك بعض الاختلافات فيما بينها فنجد أن lam وRio salado college ومعهد الجودة الفيدرالي وjablonski وRobert يركزون على أداء العمل وتطوير عمليات التشغيل ، نجد أن عفيفي وكلية ريو اتفقتا علي جانب تحسين الأداء التعليمي وتحقيق أهداف رسالة المؤسسة التعليمية .
ويري كاتب المقال أن التعريفات السابقة للجودة الشاملة متعددة الأبعاد انتقلت من مجال الصناعة والعمل الحكومي إلى ميدان التعليم أسوة بمصطلح الاستراتيجية الذي انتقل من مفهوم فن قيادة الحرب إلى استراتيجية التدريس في المؤسسات التعليمية . هذه النمطية من المصطلحات التي أخذت جانب كبير من الاهتمام على مستوى العمل الحكومي فى كل من بلدان العالم المتقدم وانتقلت إلينا متأخرة لنوظفها في مجالات العمل المختلفة ، لقد أصبحت الجودة الشاملة وجودتها هي سمة الحوار السائد ألان حول العملية التعليمية بإبعادها المختلفة . ولاشك أن هذه المفهوم سواء اتفقنا على مسماه او اختلفنا او كان للآخرين رؤى واتجاهات أخرى إلا انه ظهر كنتاج لمجموعة من العوامل والمتغيرات العالمية الجديدة التي تشكل فى مضمونها معالم القرن الواحد والعشرون والذي يسمى بالنظام العالمي الجديد الذي يتصف بالتغيير السريع والمستمر والتحول الجذري نحو ما هو أفضل للبشرية .
** الأهميــــة :
- تكمن أهمية إدارة الجودة الشاملة في النقاط التالية :-
تؤدي إلى زيادة إنتاجية المتعلمين .
تعمل على تحسين أداء القائمين بالتدريس من خلال إدارة الجودة .
تعمل علي تقليل الأخطاء فى العمل العلمي والإداري ، بالتالي تقود إلي خفض التكاليف المادية .
تعمل على توفير الامكانات والتسهيلات اللازمة لإنجاز العمل .
تعمل بفلسفة علمية تقوم علي أساس ربط العملية التعليمية باحتياجات سوق العمل .
ترابط الأداء ، حيث تداخل العمل الجماعي مع القيادة الفعالة مع الرؤية المشتركة يؤدى إلي جودة المنتج التعليمي .
من أهميتها أنها تراعى بشكل مباشر احتياجات المستفيدين .
تساعد فى توفير قاعدة بيانات علمية وإدارية متكاملة .

** الخلاصة :
لاشك أن الوقت قد حان لكي تتبني المؤسسات التعليمية الجامعية فلسفة جودة التعليم الجامعي أو إدارة الجودة الشاملة ، فلا يعنى لي المصطلح المجرد شيئا بقدر ما يحتويه من رسالة تحسين الأداء و المنتج التعليمي حتى الإتقان ، لذا إنني عمدت من فحوي هذه الرؤية أن أركز علي المفهوم والأهمية للجودة كمصطلح وجودة التعليم كمصطلح مرتبط والجودة الشاملة كمصطلح مركب مرتبط بالمصطلحين ، كما إنني فى المقدمة حاولت أن أنبه القاري أن هناك مصطلحات كانت لها معنى وأهمية في وقتها ، ساهمت بقدر كبير في تحديث العملية التعليمية ثم رويدا تلاشى الجانب الأكبر منها ولم يتبقى سوى اليسير الذي تتناقله الأقلام العلمية على استحياء بعد أن كانت هذه المصطلحات ( الكفايات – الاستراتيجية ) مشاريع قومية الهدف منها تحسين الأداء التعليمي .
- مما سبق يمكن أن نقدم الخلاصة على النحو التالي :-
1- يجب على كافة القوى الممثلة للمؤسسة التعليمية فهم ما يحويـه
مصطلح الجودة ومركباته من ( ا لمفهوم والأهمية في العمليـة
التعليمية ) حتى يتنسني لهم الاشتراك الفعلي في تحقيق الرسالـة
2- خلاف المعرفة للمفهوم والأهمية للمصطلحات الفرضية الآنية ،
يجب أن توفر المؤسسات التعليمية البيئة الصالحــة للتطبيق .
3- ضرورة أن تحدد كل مؤسسة تعليمية سواء كانت في المراحـل
الأولية أو الوسطي أو العالية رسالتها ثم تعمل على تنفيذها من خلال تذليل الصعاب حتى تتحقق الأهداف الرئيسية والفرعيـة للجودة .
في نهاية الأمر هل يحق لنا أن نقدم رؤى حول المفهوم والأهمية ، اعتقد يحق لكل إنسان متعلم قادر على التحليل ان يقدم ما يراه وكيف يري المفهوم والأهمية في ضوء الواقع الذي يستمد قوته وشراسته من مستقبل سيركل المتخاذلين إلى جنب ويذهب بقوة الى عالم أخر حامل معه فقط المتطورين فى الأفكار والأفعال ، الناشطين في الإبداع والابتكار تاركا خلف ظهره المتخلفين فى النهج والرؤى .
- وأرجو ألا نكون نحن أبناء مصر الحضارة من هؤلاء المتخلفين في الحياة المبتعدين عن النهج والرؤى .
[ وما زالت الحلقات تتعاقب نحو النقد فى الرؤى والاتجاهات ]
والله الموفق
أ.د / مصطفى السايح محمد
23/7/200


المراجع :
1-
2-

3-
4-
5-

6-



7-
8-
9-
الحارث عبد الحميد
الهـلالي الشربينى

حسين الشرقـاوى
رسالة الجــودة
صديــق عفيفي

فايز مينــــا



محمــد يوسف
هاني العمــرى
هـــاني سعيد

: الجودة فى التعليم والمعرفة
-www.almualem.net.com
:إدارة الجودة الشاملة فى مؤسسات التعليم الجامعي
والعالي ، رؤية مقترحة ، بحث منشور ، مجلة كلية التربية ، جامعة المنصورة ، 1998.
: نظام التأكد من الجودة فى التعليم الجامعي ، قضايا
وأراء ، القاهرة ، 2003
- info @ jededa.gov.sa
: الجودة الشاملة فى الجامعات لماذا؟ وكيف؟ من بحوث الجودة الشاملة فى تطوير التعليم الجامعي ، كلية التجارة ، بنها ، 1997 .
: معايير مقترحة لجودة التعليم الجامعي في مصر والعالم العربي ، مقال علمي مقدم لمؤتمر تطوير أداء الجامعات فى ضوء معايير الجودة ونظم الاعتماد ، 18-19 ديسمبر ، مركز تطوير التعلم الجامعي ، جامعة عين شمس، 2005 .
: الجودة الشاملة والإصلاح التربوي ، 2004 .
-www.almualem.net.com
: مجلة المعلم ، العدد الثاني السنة الأولى ، 2005
-www.education 4@ maktoob.com
: الاتجاهات الحديثة فى مصادر المعرفة لتحقيق الجودة الشاملة لمعلم التربية الرياضية ، مقال مقدم للجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة المساعدين ،
2004